يقول كارل ماركس: "التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة ومرة على شكل مهزلة".
اذا كانت أحداث السنة الماضية مأساة فإن احداث السنة الحالية مهزلة، لأن التاريخ يعيد نفسه في لبنان حتى بالتفاصيل المملة.
في صيف 2015 تكدَّست مأساة النفايات.
في صيف 2016 تكدَّست مهزلة النفايات.
في صيف 2015 صعّد التيار الوطني الحر ضد التمديد لقائد الجيش.
في صيف 2016 يُصعد التيار الوطني الحر ضد التمديد لقائد الجيش.

في صيف 2015 صعَّد مياومو مؤسسة كهرباء لبنان احتجاجا على التمديد لشركات مقدمي الخدمات.
في صيف 2016 يصعَّد مياومو الكهرباء احتجاجا على التمديد لشركات مقدمي الخدمات.
في صيف 2015 كانت ملفات المسلخ مفتوحة.
في صيف 2016 بقيت ملفات المسلخ مفتوحة.
في صيف 2015 عانى كثيرون شحا في المياه وكانت الصهاريج هي الحل.
في صيف 2016 يعاني كثيرون شحا في المياه وتبقى الصهاريج هي الحل.
* * *
هكذا في لبنان تختلط المأساة والمهزلة من دون ان يرف جفنٌ لأي مسؤول، وحسنا قال كارل ماركس كلمته لأنها تنطبق أكثر مما تنطبق على الاوضاع اللبنانية، ولو بعد مئة عام على ماركس.
وقد تمر السنة وتمر معها سنوات أخرى، ويبقى التكامل قائما في لبنان بين ما هو مأساة وما هو مهزلة حيث ان السياسيين يستمرون يضحكون على الناس فيما الناس يقبلون بدور الاضحوكة.
والجامع بين المأساة والمهزلة هو "... المسخرة".